كعبة نجران بناها عبد المدان الحارثي ويرجح بعض المؤرخين بأنها كنيسة وهي التي ذكرها الأعشى :
وكعبة نجران حتم عليك حتى تناخي بأبوابها ... نزور يزيداً وعبد المسيح وقيسا هم خير أربابها
يقول جون فيلبي في كتابه مرتفعات الجزيرة العربية الجزء الأول ما نصه:
"لم يعد لدي أي شكوك بأنني حقيقة قد اكتشفت كعبة نجران المفقودة منذ القديم"
ثم وصف فيلبي المطاف الذي شاهده (أو بالأحرى خمّنه) واعتقد بأنه كان طريق لموكب الجنائز يربط بين الكعبة والمقبرة أسفل جبل تصلال من الجهة الجنوبية حيث يقوم الكهنة بمراسم الدفن.
ويضيف فيلبي: "وفي إحدى الصور يبدو من المؤكد أن وجه جلمود الكعبة قد كان يحمل في تلك الأزمان القديمة شكلاً مرسوماً أو منحوتاً بصورة بسيطة لإله ما"
ذكرت بعض المصادر التاريخية أن كعبة نجران قد بُنيت شرق المدينة في جبل يسمى (تصلال)
ومن المؤرخين المعاصرين الذين تطرقوا لها الدكتور محمد آل زلفة حيث يقول :
"درج عند العرب إطلاق اسم كعبة نجران على هذه الكنيسة نظرا لشكلها والذي يشابه شكل المكعب، ومن الطبيعي أن تشهد هذه المنطقة في تلك الفترة وهي منتصف الألفية الأولى من الميلاد بناء كنيسة قال المؤرخون إن العرب حجوا اليها أكثر من 40 عاما حتى ظهر الإسلام. وتناقلت كتب التاريخ أن الكنيسة كانت مصنوعة من الجلد ولم يبق منها شيء الآن"
وكذلك الدكتور/ عبدالرحمن الانصاري الذي ذكر بأن :
"منطقة نجران شهدت بناء كنيسة كانوا يطلقون عليها فيما سبق كعبة نجران، وكان يتعبد بها نصارى نجران في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم نافيا أن يكون الرسول الكريم قد امرحينها بهدمها، مؤكدا على الكنيسة الآن غير موجودة بسبب إسلام النصارى وقتها".
هذه العبارات شبه القطعية التي نستشف من خلالها يقين فيلبي بوجود كعبة نجران في جبل تصلال، وغيرها من المصادر التاريخية القديمة والحديثة التي ذكرت هذه الكعبة، دفعت قروب نجران السياحي إلى القيام بجولة استطلاعية لاكتشاف هذا الجبل الغامض المسمى تصلال .
وقد صحبنا في هذه الجولة الأستاذ/ إبراهيم علي أبو ساق بصفته خبيراً بهذا الموقع وقد حدد لنا مواقع هامة مثل المقبرة الحديثة جنوب الجبل في السهل المقابل للغار الكبير، وأيضاً موقع القبور الخمسة (غير الإسلامية) في نفس الجهة الجنوبية والتي تدل أشكالها على أنها قبور عادية وليست ذات أشكال مغايرة لما هو موجود اليوم باستثناء وجهة القبر (شمال جنوب) كما أرشدنا أبو ساق إلى موقع تكثر به الوقران (الأحواض المائية الطبيعية)
خلال هذه الزيارة القصيرة والتي لم تتجاوز الساعة يمكننا كقروب نجران السياحي أن نلخص مشاهداتنا وملاحظاتنا وتصوراتنا في الآتي:
1- أكثر ما لفت انتباهنا هو المنطقة المركزية أعلى الجبل أو بلهجتنا العامية(فرع الجبل)، وهي عبارة عن منطقة منبسطة أعلى الجبل محميّة بشكل ممتاز وذات إطلالة تؤمن للناظر معرفة القادم من جميع الاتجاهات وهذا تعزيز أمني طبيعي للموقع.
2- في المنطقة المركزية -كما أسميناها- تكثر الخزانات المائية الطبيعية(الوقران)ولاحظنا تصريف المياه عبر قنوات بعضها سطحي بدائي وبعضها غائر في الصخر وتبدو عليه آثار القص. وذلك لتخزين المياه في هذه الحفر الصخرية لتنعم المنطقة المركزية أعلى الجبل بالماء أطول فترة ممكنة.
3- أغلب الصخور مرصوصة بشكل بدائي غير متقن، سواء على جوانب قنوات تصريف المياه أو لأغراض أخرى ربما تكون مواقع للحراسة والمراقبة.
4- لايوجد ما يشير إلى استيطان بشري لفترات طويلة أو تعاقب حضري على المكان، فلم نشاهد آثار لأساسات مباني حجرية أو نقوش كتابية أو رسوم.
5- نُخمّن..نتصوّر..نظن وليس كل الظن إثم بأن كعبة نجران أو بالأصح كنيسته العظمى التي بناها بنو الديّان تقع في المنطقة الرئيسية في أعلى الجبل حيث الأرض منبسطة آمنة وفيرة المياه. ومن المفارقات العجيبة أن هذه المنطقة التي نعتقد أنها أنسب موقع لبناء معبد قد بُني فيها مُصلّى حجري حديث . . !!
عمل قروب نجران السياحي . . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق