نجران المحفوظة
نجران وعلى مر تاريخها شكلّت بوتقة انصهرت فيها أديان السماء وحضارات الأرض وقدّمت نفسها كمدينة فاضلة دستورها الحب والتعايش بين أطياف مجتمعها ومحيطها على مر السنين . وأرى أن أفضل التعريفات ما أبرز الهويّة وحدّد معالم المكان وثقافة الإنسان في هذه المدينة المحفوظة ! .. ولعلي أبتدي من كون نجران من الأماكن المحفوظة وهذا ما يجهله الكثيرون . فعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " القرى المحفوظة أربع ، مكة ، والمدينة ، وإيليا ، ونجران ، وما من ليلة إلا وينزل على نجران سبعون ألف ملك يسلمون على أصحاب الأخدود ولا يرجعون إليها بعد هذا أبدا " وإيليا هي القدس . وقد ورد هذا الحديث في مصادر عديدة منها : *كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، حديث رقم (٣٥١١٨) . *عمدة الأخبار في مدينة المختار للعلامة أحمد بن عبدالحميد العباسي ، صفحة (٥٨) . *معجم البلدان لياقوت الحموي المجلد الخامس : الصفحة (١٦٦ و ١٦٧) . *آثار البلاد وأخبار العباد للقزويني . *الفتن للحافظ أبي عبد الله نعيم بن حماد المروزي . *مروج الذهب للمسعودي وغيرها من المصادر والمراجع التاريخية المعتبرة .
الجغرافيا والمناخ
تقع منطقة نجران أو كما سمّاها بطليموس (متروبوليس) وتعني باليونانية المدينة المزدهرة ، تقع في جنوب غرب المملكة العربية السعودية على مساحة تقارب (٣٦٥ ألف كيلو متر مربع) ، ويتبع لها سبع محافظات وعدداً من القرى والهجر والمراكز الإدارية . يحدها من الجنوب دولة اليمن ومن الشمال منطقة الرياض ومن الشرق الربع الخالي ومن الغرب منطقة عسير . يزيد تعداد سكانها على ( ٦٠٠ ألف نسمة) ويسودها مناخ معتدل طوال العام وأمطارها تهطل عادةً في فصل الصيف . يتراوح ارتفاعها بين (١٠٠٠ إلى ٢٠٠٠ متر تقريباً ) عن سطح البحر وتتألف نجران من بيئات متنوعة منها المناطق الجبلية والأودية والواحات والصحاري ولا شك بأن هذا التنوع قد منحها ميزة سياحية كبيرة بالإضافة إلى جوها المعتدل ، وعلى ذكر المناطق الجبلية فإن جبال نجران غنية بالرخام وبحجر الجرانيب الذي يزين أرضيات الحرمين الشريفين وكذلك شارع الشانزليزيه الشهير في باريس . فقد ذكر وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية للثروة المعدنية الدكتور سلطان شاولي في لقاء علمي بأن : "حجر نجران استورده الفرنسيون للشانزليزيه، وهو أرقى وأفخم الشوارع السياحية والتجارية في العالم، وتوجد فيه أرقى المحال التجارية العالمية والمطاعم الراقية " . (صحيفة الحياة العدد ١٧١٩٦).
انضمامها للمملكة
دخلت نجران تحت الحكم السعودي في عام ( ١٣٥٣ هـ) وتعتبر المدينة الوحيدة التي دخلت في كيان المملكة دون حرب بل طواعية ورغبة من أهلها في الاندماج والسّلم والاستقرار الذي ينتج الحضارة ، وكانت قبل ذلك مستقلة لا تتبع إلى أي دولة.
كتب محمد آل زلفة وهو أكاديمي وباحث ومؤرخ سعودي كتبه في صحيفة الجزيرة :
"علاقة نجران بالعثمانيين بعد سقوط إمارة عسير وسيطرة العثمانيين على اليمن عام 1288هـ/ 1872م.لم تحاول الدولة العثمانية بعد بسط سيطرتها على عسير واليمن عام 1872م أن تبسط سيطرتها بشكل مباشر على نجران، كما فعلت مع بقية المنطقة، بل تركته على حاله تحت نفوذ زعاماته المحلية. وظلت نجران كذلك إلى حين خروج العثمانيين من اليمن وعسير بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الأولى.أدى دخول المنطقة في مرحلة تاريخية مهمة بعد الحرب العالمية الأولى، ونشوء كيانين سياسيين كبيرين في الجزيرة العربية هما المملكة العربية السعودية، والمملكة المتوكلية اليمنية وإلى أن تكون نجران في موقع لاتستطيع فيه أمام هذه التطورات السياسية أن تبقى على الحياد، أو أن تقيم لنفسها نظاما أو كيانا سياسيا خاصا بها؛ ولم يكن أمامها إلا أن تقرر مصيرها وحقها في الاختيار إلى أي من الطرفين تنحاز؛ يمنحها حق الاختيار هذا ماضيها الطويل من الاستقلال؛ فقررت الأغلبية من الزعامات النجرانية أن من مصلحتها أن تنضوي تحت كيان كبير هو المملكة العربية السعودية".
أبرز معالمها
من أبرز المعالم الأثرية والمواقع السياحية والترفيهية التي يرتادها السيّاح والزوار والباحثون والأهالي بطبيعة الحال :
١- مدينة الأخدود التي ورد ذكرها في القرآن الكريم (سورة البروج) ، وقصتها مشهورة وردت في كثير من المصادر التاريخية الإسلامية والمسيحية وكذلك في النقوش الصخرية الموجودة في جبال نجران والتي مازالت إلى يومنا هذا تحكي للأجيال المتعاقبة عن هذه الملحمة العظيمة التي يعتبرها بعض المؤرخين أول هولوكوست في تاريخ البشرية . وتكاد تتفق جميع المصادر على مجمل القصة الأخدودية التي وقعت عام (٥٢٤ م ) والمتمثلة في ملكٍ يهودي غزا بجيشه الجرّار مدينة نجران وقام يساوم أهلها المؤمنين على عقيدتهم ، ويخيرهم بين الدخول في ديانته اليهودية ، أو الحرق في النار ذات الوقود ، إلّا أن شعب نجران المؤمن الصامد قد اختار التضحية بالنفس لأجل عقيدة التوحيد وآثر الموت حرقاً على الكفر بالله العزيز الحميد . وزيادة للفائدة سأذكر نصّاً أورده المؤرخ أبو الحسن المسعودي في موسوعته «مروج الذهب ومعدن الجوهر» الجزء الأول صفحة (٦٧) الناشر دار الفكر بيروت ، يقول فيه : «فبلغ ذو نواس أن قوما في نجران على دين المسيح (عليه السلام) فسار إليهم بنفسه واحتفر لهم أخاديد في الأرض وملأها جمرا وأضرمها ناراً ثم عرضهم على اليهودية فمن تبعه تركه ومن أبى قذفه في النار»، ثم أورد المسعودي قصة الأم وطفلها الذي تكلم في (المهد) إلى أن يقول . . «وكانوا مؤمنين موحدين لا على رأي النصرانية في هذا الوقت» . وهنا أجده من المفيد أن أتوقف عند حادثة الرضيع الذي تكلم في حجر أمه ، فمعلوم أن هذه المعجزة (التكلم في المهد) لم تحدث سوى لنبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام ، ولطفل نجران هذا ، فقد روي في (تفسير الجلالية للدقائق الخفية) لسليمان بن عمر العجيل الشافعي أنه كانت هناك إمرأة وطفلها الصغير ، فلما قامت على شفير الخندق نظرت إلى ابنها فرجعت عن النار ، فضُربت حتى تقدمت فلم تزل كذلك ثلاث مرات فلما كانت الثالثة تراجعت فقال ابنها : يا أمّاه إني أرى أمامك ناراً لا تطفأ (يعني نار جهنم) إن لم تقعي في هذه النار، وفي روايات أخرى ( يا أماه اصبري فإنك على الحق ) . فلما سمعت ذلك قذفت بنفسها في النار فجعلها الله في الجنة . وقصة رضيع الأخدود الذي تكلم في المهد رواها الإمام مسلم في كتاب الزهد والرقائق باب قصة الغلام ، ورواها الإمام أحمد في مسند الأبصار ، ورواها الإمام الترمذي في باب سورة البروج وغيرهم . ومن الشخصيات التي ارتبطت بالأخدود نذكر : - فيمون(فيميون): ناشر النصرانية الحقّة في نجران . - عبدالله بن ثامر: غلام نجران الذي عرف اسم الله الأعظم . - الحارث بن كعب: قدّيس المشرق العربي وسيد شهداء الأخدود . - رهوم: زوجة الحارث بن كعب (شهيدة) . - مانحه: أمَة الحارث بن كعب(شهيدة) . - الشماسة إليشبع: أخت الأسقف الشهيد مار بولس(شهيدة). - تهنه: من شهيدات الأخدود . ولعله من المناسب أن نورد بعض أقوال المؤرخين المعاصرين عن مسيحية نجران . . ففي مقال بعنوان (كمال الصليبي مؤرخ زلزل المعتقدات الراكدة) كتبه الإعلامي والكاتب السوري إبراهيم الجبين في صحيفة العرب جاء فيه ما نصّه " وتقول بعض روايات التوراة إن الملك “داود” استولى على أورشليم بعد أن عبر “جبل صهيون”، ولا يوجد في فلسطين، أيُّ جبلٍ يدعى “جبل صهيون” يؤدي إلى القدس. بينما نجد “جبل صهيون” في سلسلة جبال اليمن المؤدية إلى نجران. وقد ورد ذكر هذا الجبل بالاسم “صهيون” في شعر الأعشى، وهو يحذّر أساقفة نجران المسيحيين في العام 524 للميلاد من هجوم تنظمه اليمن بقيادة الملك اليهودي “ذونواس″ الحميري وأنه سيأتيهم من جبل صهيون ليدخل نجران. وقد ورد ذكر تلك الواقعة في القرآن الكريم في سورة “البروج” في قوله تعالى “قتل أصحاب الأخدود، النار ذات الوقود، إذ هم عليها قعود " .. إلى أن يقول إبراهيم الجبين : " ومن أهم كتب الصليبي كتابه “البحث عن يسوع″ الذي استند فيه إلى القرآن الكريم والإنجيل على حد سواء في فهم شخصية المسيح أو عيسى بن مريم أو يسوع. ويستخلص الصليبي أن هؤلاء لم يكونوا شخصا واحدا، بل إن قصتهم بدأت من جزيرة العرب أيضا ومن نجران " . وأبيات الأعشى التي يحذر فيها أساقفة نجران تقول : أيا سيدي نجران لا أوصينكما بنجران فيما نابها واعتراكما فإن تفعلا خيرا وترتديا به فإنكما أهل لذاك كلاكما وإن تكفيا نجران أمر عظيمة فقبلكما ما سادها أبواكما وإن أجلبت صهيون يوما عليكما فإن رحى الحرب الدكوك رحاكما ويقول المفكر العراقي فاضل الربيعي في كتابه (المسيح العربي) : " بإجماع الإخباريين القدماء فقد كانت نجران هي موطن المسيحية العربية الأولى (النصرانية) " .
٢- آبار حمى ، وحمى هذه قرية من قرى نجران يوجد بها آبار تاريخية يمتد تاريخها إلى الألف السابع قبل الميلاد ومازالت غنية بالمياه حتى وقتنا الحاضر . ويجدر الإشارة هنا إلى أنه قبل عامين صرح فورياني وهو أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن الفريق الفرنسي السعودي الذي تموله وزارته قد عثر في نجران (آبار حمى) على أقدم مخطوطة بالأبجدية العربية حيث يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي .
٣- كعبة نجران التي بناها عبد المدان الحارثي ويرجح بعض المؤرخين بأنها كنيسة وهي التي ذكرها الأعشى : وكعبة نجران حتم عليك حتى تناخي بأبوابها نزور يزيداً وعبد المسيح وقياسهم خير أربابها وقد بُنيت كعبة نجران شرق المدينة في جبل يسمى (تصلال) ، وحالياً لم يعد لها آثار واضحة . ومن المؤرخين المعاصرين الذين تطرقوا لكعبة نجران الدكتور محمد آل زلفة حيث يقول : " درج عند العرب إطلاق اسم كعبة نجران على هذه الكنيسة نظرا لشكلها والذي يشابه شكل المكعب، ومن الطبيعي أن تشهد هذه المنطقة في تلك الفترة وهي منتصف الألفية الأولى من الميلاد بناء كنيسة قال المؤرخون إن العرب حجوا اليها أكثر من 40 عاما حتى ظهر الإسلام . وتناقلت كتب التاريخ أن الكنيسة كانت مصنوعة من الجلد ولم يبق منها شيء الآن، إلا ما ذكره المؤرخ عبدالله فيلبي عام 1939 في كتاب له من وجود مكان أو مساحة تأخذ شكل الطواف ".(العربية نت)
وكذلك الدكتور عبدالرحمن الانصاري الذي ذكر بأن : " منطقة نجران شهدت بناء كنيسة كانوا يطلقون عليها فيما سبق كعبة نجران، وكان يتعبد بها نصارى نجران في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم نافيا أن يكون الرسول الكريم قد امرحينها بهدمها، مؤكدا على الكنيسة الآن غير موجودة بسبب إسلام النصارى وقتها". (العربية نت)
٤- كما يوجد بنجران العديد من قصور الطين التراثية التي يشهد كل منها على حقبة تاريخية معينة ، فهناك قصر العان المشيد عام ( ١١٠٠ هـ ) ، وهناك قصر الإمارة التاريخي المشيد عام ( ١٣٦٣ هـ ) ، ولا ننسَ قلعة رعوم التاريخية .
٥- السوق الشعبي في منطقة أبا السعود (البلد) ويشكل بدكاكينه ومحلاته وممراته متحفاً كبيراً يختزل تراث نجران وموروثها الشعبي من الأدوات والحرف والصناعات القديمة والمنتجات الزراعية ، حيث يضم سوق للجنابي ( الخناجر) ، وسوق للنساء (يبعن فيه السيدات بضائع متنوعة منذ عقود) وفي هذا مؤشر على قوة المرأة النجرانية ومقدرتها على العمل والمساهمة في القوامة على بيتها وأسرتها متى ما دفعتها الحاجة إلى ذلك ، مدعومة بثقافة نجرانية أصيلة تؤمن بكفاءة المرأة وقدراتها الفكرية والمهنية ودورها الحيوي في بناء المجتمع . كما يضم السوق محلات للحدادة وأخرى لصناعة الأواني الفخارية ، وأخرى لدباغة الجلود وصناعة المستلزمات الجلدية القديمة والتي مازال البعض يستخدمها إلى الآن وخاصةً سكّان البادية كالميزب والمزادة والقطف...، ومحلات لبيع الفضة ، ودكاكين لبيع الحبوب (البر والشعير والذرة) ، والتوابل والبهارات بأنواعها ، كذلك يضم عدداً من العطّارات ، ومحلات للحياكة ، وأخرى للصناعات الخوصيّة - إذا صح التعبير- وهي تلك التي تصنع من سعف النخيل كالمطارح والمكانس والمهفات والزنابيل ...
٦- متنزة الملك فهد أو كما يسميه الأهالي (غابة سقام) ويعتبر أكبر متنزه في الشرق الأوسط حيث ينبسط على مساحة تقدر بـ (٤ملايين متر مربع) . وهو عبارة عن حديقة عامة تتوفر بها ملاعب أطفال وتقام فيها الفعاليات والمهرجانات ، بالإضافة إلى غابة طبيعية تتألف من أشجار السمر والسلم والمرخ والآراك ، وأشجار مزروعة كاللوز والسدر والزيتون والنخل والبنسيان وأيضاً شجرة (النيم ) الهندية والتي لها فوائد علاجية كثيرة وتدخل في تركيبات الكثير من الأدوية الحديثة كما أخبرني صديقي الهندي ، بالإضافة إلى مسطحات عشبية خضراء ونوافير وإنارة وأرصفة للمشي ومرافق خدمية ...
٧- يوجد في نجران جامعة تحمل اسم المدينة (جامعة نجران) وتقع على مساحة تقدر (١٨ مليون متر مربع) وهي بذلك أكبر المدن الجامعية في المملكة . يوجد بها ( ١٤ كلية) مابين طب وهندسة وحاسب وعلوم إدارية ....إلّا أنه لا يوجد بها كلية للآثار للأسف على الرغم من المكانة التاريخية والأثرية الكبيرة لمنطقة مثل نجران !
٨- سد وادي نجران ويعتبر من أكبر السدود في المملكة من حيث حجمه وسعته التخزينية فارتفاعه يصل إلى (٧٣ متر) وطوله يقدر بـ (٢٧٤ متر) . وطاقته التخزينية تقدر بأكثر من (٨٦ مليون متر مكعب) .
٩- وكغيرها من المدن العصرية تضم نجران مطار إقليمي وهو معطّل الآن نظراً لظروف الحرب التي نتمنى أن تنتهي قريباً ويعم السلام ، ومجموعة من الفنادق والمولات الكبيرة والحدائق العامة والمطاعم والمقاهي الحديثة والشعبية والأندية الرياضية .
أبرز رجالاتها
من أبرز الشخصيات التاريخية التي أنجبتها نجران أذكر على سبيل المثال لا الحصر قس بن ساعدة ( أسقف نجران) حكيم العرب وخطيبها ، وأول من قال (أما بعد) ، وأول من قال (البينة على من ادّعى واليمين على من أنكر).
الزراعة فيها
وكما أن نجران القديمة تميزت بالتجارة بحكم موقعها الجغرافي الذي جعل منها طريقاً واستراحةً ومنطلقاً للقوافل إلى مختلف البلدان ؛ فإن نجران الحديثة تتميز بالزراعة على الرغم من ظروفها المائية الصعبة حيث تمر المنطقة - كغيرها من مناطق المملكة - بموجة جفاف حادة ما تلبث أن تخف وطأتها بعد هطول الأمطار الغزيرة وجريان السيول التي تغذي المياه الجوفية في كل موسم . وأبرز المنتجات الزراعية وأكثرها شهرة تمر نجران ، وقد اكتسب هذه الجودة والتميز منذ القدم حيث ذكر المؤرخ اليمني الكبير الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب) : " وفي نجران النخل البعل ... وبها القسب من التمر ....قال أبي رحمه الله : قد دخلت الكوفة وبغداد والبصرة وعمان ومصر ومكة وأكثر بلاد النخل وطعمت التمران، فما رأيت مثل مدبّس نجران جودة وعظم ثمرة تملأ الكف التمرة ". ومن المنتجات الزراعية التي تشتهر بها نجران الحبوب بأنواعها وكذلك البرتقال حتى أنها سميت برتقالة الصحراء نظراً لجودة برتقالها .
خصوصية نجرانية
يتميز المجتمع النجراني عن غيره من المُجتمعات بمجموعة من العادات والتقاليد والأكلات والزي واللهجة والفنون الشعبية التي يمارسها أفراده في المناسبات والاحتفالات وغيرها من الجوانب التي شكلّت ثقافة النجراني وجعلت له بصمة فريدة . وهذه الخصوصية النجرانية اكتسبها النجرانيون من تاريخهم الحافل بالصعاب والصراعات والبطولات التي رسخت فيهم الشجاعة والكرم والتضحية ، ومن حضارتهم العريقة التي رسخت فيهم المدنيّة وحب النظام وحب الحياة والفن والجمال . أتمنى أنني وفقت في تقديم لمحة ولو بسيطة عن نجران والتي تعني بالعبرانية مدينة الرعد والعالية التي لا تستطاع .
بقلم/ مشعل بن عبدالله اليامي
عضو قروب نجران السياحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق